الأندلس، منطقة شاسعة في جنوب إسبانيا، وهي المنطقة التي تجسد بأفضل شكل ممكن ما يُمكن وصفه بروابط الثقافة الإسبانية. تُعد هذه الأرض القديمة المشمسة موطنًا للفلامنكو والزيتون البري، وأزهار البرتقال والتروبادور الرومانسية، وكذلك مصارعي الثيران والأصوات النابضة بالحياة، لتحتفظ الأندلس بطابعها الإسباني الكلاسيكي. هذه العناصر “الإسبانية” الكلاسيكية الخالصة هي نفسها نتيجة اندماج التأثيرات الثقافية – على مدى ثمانية قرون، لتخمر الأندلس مزيجًا غريبًا من المسيحية واليهودية والإسلام. كان التأثير المغاربي حاضرًا وقوياً بشكل خاص، حيث نشر زخارفه وأنماطه المعقدة من خلال الهندسة المعمارية للمنطقة، كما يمتلئ الطعام بتوابل شمال إفريقيا، وتنبض موسيقى الفلامنكو بإيقاعات الآلات الوترية والشعر العربي. لا يزال مزيج التأثيرات المغربية والمسيحية واليهودية محسوسًا في المنطقة إلى اليوم، لا سيما في ما يعرف باسم “المثلث الذهبي” في الأندلس (إشبيلية، قرطبة وغرناطة).
في ظل هذا التاريخ الغني، فلا عجب أن المنطقة تزخر بالعديد من المتاحف التي تحوي مجموعات مذهلة ترصد ا لآثار، التاريخ، العلوم، الرياضة، والفنون. أيضًا، يوجد في الأندلس سبعة مواقع للتراث العالمي، بما في ذلك القصور الجميلة والمدن والبلدات من العصور الوسطى ومواقع الدفن القديمة.
كذلك بإمكان عشاق الرياضة المشاركة في مجموعة كبيرة من الأنشطة الرياضية المتاحة في جميع أنحاء المنطقة، ولكن يُنصح لاعبي الجولف على وجه الخصوص بالتفكير في الانتقال إلى الأندلس، حيث تعتبر أحد أهم الوجهات لممارسة رياضة الجولف في أوروبا.
مع طقس دافئ على مدار السنة، وأكثر من 500 ميل من السواحل (70٪ منها شواطئ رملية)، تُعد الأندلس اختيار مثالي لأولئك الذين يبحثون عن الطقس المشمس معظم أوقات العام، كما تمتلئ المنطقة أيضًا بالمدن والقرى ا لتاريخية. كذلك تتوافر جميع وسائل التنقل العامة الممتازة بما في ذلك السكك الحديدية عالية السرعة والحافلات الحديثة التي تتميز بكونها مريحة وغير مكلفة، وتصل حتى إلى المناطق النائية. يعد السفر بالقطار خيارًا رائعًا، مع وجود بنية تحتية جيدة للسكك الحديدية في المنطقة، خدمات موثوقة، وقطارات حديثة ومريحة.