مينوركا

قم برحلة إلى مينوركا خلال أشهر الصيف، وأول ما سيذهلك الألوان – يشكل تشبع الضوء الشديد مشهد مذهل ورائع يمكنك رؤيته من أي مكان. تتدرج المياه من اللون الأزرق السماوي العميق إلى اللون الفيروزي الباهت، لتختلط مع الرمال البيضاء الناعمة؛ سمائها الزرقاء هي أول من يستقبل الشمس في إسبانيا كل يوم، ويمكن القول إن منظر غروب الشمس في مينوركا هو من أفضل المشاهد في العالم. حدق في المنحدرات الصخرية البيضاء، وحدق في الأراضي الخصبة الخضراء.

لا عجب إذن أن مينوركا قد تم إعلانها محمية المحيط الحيوي التابعة لليونسكو في عام 1993. هذه الجزيرة البكر، والتي تقع قبالة الساحل الشرقي لإسبانيا، تشكل جزءًا من أرخبيل البليار، ولكنها تحظى باهتمام أقل بكثير من شقيقاتها النابضات بالحياة. ومع ذلك، تُعد هذه من المزايا الرئيسية المقنعة لأولئك الذين يبحثون عن إحساس حقيقي بالعالم القديم، حيث لم يمس ساحل مينوركا فعليًا المباني الخرسانية الشاهقة التي تتخلل سواحل إيبيزا ومايوركا.

في أعماق الجزيرة، هناك وفرة من الأراضي الزراعية مقسمة إلى خليط جميل بجدران حجرية جافة. تنتج هذه المزارع مجموعة كبيرة ومتنوعة من المنتجات، مثل جبن ماهون وزيت الزيتون والتفاح والنبيذ.

أدى الوجود الدائم للزراعة – والحياة الجيدة التي تنتجها – إلى تشبع مينوركا بأجواء مريحة تجذب بهدوء مجموعة جديدة من المعجبين. من عشاق البوهيمية والحياة الإبداعية، إلى رواد الأعمال الشباب في مجال التكنولوجيا، العديد من هؤلاء المشترين الجدد ينجذبون إلى المناظر الطبيعية الخلابة، ناهيك عن وفرة الفنكا الرومانسية الأنيقة. ضع في اعتبارك أنك على بعد ساعة بالطيران من برشلونة، لذلك ليس من الصعب معرفة سبب اختيار الكثيرين للشراء هنا.

تتعزز أوراق اعتماد الجزيرة بحقيقة أنها تشجع السياحة المستدامة، حيث تتيح مسارات المشي وركوب الدراجات عبر الجزيرة إمكانية الوصول إلى معظم المناطق التي لا يمكن الوصول إليها بالسيارة.

تخلص من حذاء المشي واتجه على طول ممر Cami de Cavalls، وهو مسار من القرون الوسطى تم ترميمه مؤخرًا، ويحيط بالجزيرة على طول 125 ميلاً من السواحل الرائعة. سيقودك هذا المسار إلى بعض الجواهر الخفية على طول الساحل، بما في ذلك الشواطئ التي يتعذر الوصول إليها بالطرق التقليدية.

من المرجح أن يؤدي كل هذا المشي إلى شهية كبيرة لتناول الطعام، لذا توجه إلى عاصمة الجزيرة، ماهون، حيث توجد وفرة من المطاعم الممتازة. تتميز هذه المدينة الساحلية الصغيرة والحيوية بتوهج ذهبي حولها، حيث تعكس أشعة الشمس وأجواء البحر الأبيض المتوسط إشراقها، مع مزيج من المباني التراثية في ظلال من اللون الأصفر الكناري والتراكوتا العميقة.

تكشف نزهة سريعة حول شوارعها العتيقة عن مجموعة من البوتيكات والمحلات المستقلة، وكذلك أسواق الأطعمة الطازجة والمقاهي الساحرة، وهي مقدمة مثالية لأسلوب حياة مريح وفريد.